الحرب الإسرائيلية الإيرانية- استهانة إسرائيلية وتدخل أمريكي محتمل
المؤلف: حمود أبو طالب09.06.2025

الحروب ليست مجرد نزهة ممتعة، حتى لو كان أحد الطرفين يمتلك تفوقًا واضحًا على الآخر، وحتى لو شعر أحد الأطراف بالنشوة نتيجة لتحقيق انتصارات مبكرة توحي له بالقدرة على تحقيق نصر ساحق وحاسم. إسرائيل سبق لها أن استهدفت البرنامج النووي الإيراني مرارًا وتكرارًا على مدار عقدين من الزمن، لكنها لم تفلح في تعطيله بشكل كامل، ولم تتخل عن التخطيط الدؤوب لتدميره، باعتباره حلماً ثميناً يراودها، وتترقب الفرصة السانحة لتنفيذه على أرض الواقع. ويبدو أن هذه المرة قد تهيأت لها الظروف المواتية التي ساعدتها لأسباب عديدة ومتشعبة.
منذ تولي الرئيس ترمب مقاليد الحكم، وضع إنهاء البرنامج النووي الإيراني في صدارة أولوياته القصوى. المفاوضات التي جرت لم تكن ترقى إلى مستوى المفاوضات الدبلوماسية الحقيقية، بل كانت أشبه بتهديد سافر ومباشر مفاده إما التخلي الكامل عن البرنامج النووي أو مواجهة الحرب المدمرة. ومن الطبيعي أن مثل هذا الحوار العقيمي لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، بل يفضي إلى مزيد من التشدد والتعنت في المواقف. وقد انفتحت شهية نتنياهو عندما وجد خيار الحرب مطروحاً بجدية على الطاولة، وبما أن التخطيط لها قد بدأ بالفعل في وقت سابق، فلمَ لا يقنع الرئيس ترمب بضرورة شن هذه الحرب لتكون العصا الغليظة التي تجعل إيران تعود إلى طاولة المفاوضات وهي مهزومة ومستسلمة، وتقبل بكل ما يُملى عليها من شروط مجحفة. وفعلاً نجح نتنياهو في استدراج ترمب إلى الموافقة على هذا السيناريو وإقناعه بجدواه، لتشتعل نيران الحرب فجر يوم الجمعة.
كان اليوم الأول من الحرب بمثابة نصر إسرائيلي ساحق دون منازع، حيث تم تدمير العديد من الأهداف الاستراتيجية الحيوية، بالإضافة إلى تصفية عدد من القيادات البارزة والعلماء العاملين في البرنامج النووي. لكن الليلة الثانية لم تكن سهلة على إسرائيل على الإطلاق، حيث أغرقت إيران إسرائيل بوابل من الصواريخ النوعية المتطورة، والتي أحدثت دماراً واسعاً النطاق في تل أبيب ومواقع حساسة أخرى، وأوقعت خسائر فادحة في الأرواح، وتحولت إسرائيل إلى حالة من الذعر والفزع الشديد.
إن العقلية المتعجرفة والمتغطرسة التي تسيطر على قادة إسرائيل قد استخفت واستهانت بقدرات إيران العسكرية بشكل كبير، لكنها لم تتحمل أول دفعة حقيقية وكثيفة من الصواريخ الإيرانية المطورة. فقد انكشفت القبة الحديدية التي طالما تباهت بها إسرائيل، وامتلأت سماء إسرائيل بالصواريخ الإيرانية المتدفقة. وهنا سارع نتنياهو إلى طلب تدخل أمريكا المباشر في الحرب، وتم عقد اجتماع طارئ في البنتاجون فجر أمس بتوقيتنا لبحث طلب إسرائيل الملِح، وسط انقسام حاد في الأوساط السياسية الأمريكية حول مدى التورط الأمريكي في هذه الحرب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تجري الاتصالات المكثفة بين قادة المنطقة وغيرهم بشكل مستمر، سواء بين بعضهم البعض أو مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف تخفيف حدة التصعيد واحتواء الأزمة المتفاقمة التي دخلت مرحلة الحرب المفتوحة، بكل ما قد يترتب عليها من كوارث وخيمة إذا طال أمدها. لكن الأمر برمته سيتوقف على القرار الأمريكي الحاسم بشأن دعوة إسرائيل لمشاركتها في الحرب. فإذا تحلت أمريكا بالحكمة والتعقل، وغَلّبت المصالح المشتركة للجميع في المنطقة، فلن تتورط في هذه الحرب، وسوف تجبر إسرائيل على وقفها فوراً. أما إذا تم استدراجها إلى التدخل، فسوف ندخل مرحلة أسوأ بكثير من جميع المراحل المأساوية التي عاشتها المنطقة على مر التاريخ.
منذ تولي الرئيس ترمب مقاليد الحكم، وضع إنهاء البرنامج النووي الإيراني في صدارة أولوياته القصوى. المفاوضات التي جرت لم تكن ترقى إلى مستوى المفاوضات الدبلوماسية الحقيقية، بل كانت أشبه بتهديد سافر ومباشر مفاده إما التخلي الكامل عن البرنامج النووي أو مواجهة الحرب المدمرة. ومن الطبيعي أن مثل هذا الحوار العقيمي لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، بل يفضي إلى مزيد من التشدد والتعنت في المواقف. وقد انفتحت شهية نتنياهو عندما وجد خيار الحرب مطروحاً بجدية على الطاولة، وبما أن التخطيط لها قد بدأ بالفعل في وقت سابق، فلمَ لا يقنع الرئيس ترمب بضرورة شن هذه الحرب لتكون العصا الغليظة التي تجعل إيران تعود إلى طاولة المفاوضات وهي مهزومة ومستسلمة، وتقبل بكل ما يُملى عليها من شروط مجحفة. وفعلاً نجح نتنياهو في استدراج ترمب إلى الموافقة على هذا السيناريو وإقناعه بجدواه، لتشتعل نيران الحرب فجر يوم الجمعة.
كان اليوم الأول من الحرب بمثابة نصر إسرائيلي ساحق دون منازع، حيث تم تدمير العديد من الأهداف الاستراتيجية الحيوية، بالإضافة إلى تصفية عدد من القيادات البارزة والعلماء العاملين في البرنامج النووي. لكن الليلة الثانية لم تكن سهلة على إسرائيل على الإطلاق، حيث أغرقت إيران إسرائيل بوابل من الصواريخ النوعية المتطورة، والتي أحدثت دماراً واسعاً النطاق في تل أبيب ومواقع حساسة أخرى، وأوقعت خسائر فادحة في الأرواح، وتحولت إسرائيل إلى حالة من الذعر والفزع الشديد.
إن العقلية المتعجرفة والمتغطرسة التي تسيطر على قادة إسرائيل قد استخفت واستهانت بقدرات إيران العسكرية بشكل كبير، لكنها لم تتحمل أول دفعة حقيقية وكثيفة من الصواريخ الإيرانية المطورة. فقد انكشفت القبة الحديدية التي طالما تباهت بها إسرائيل، وامتلأت سماء إسرائيل بالصواريخ الإيرانية المتدفقة. وهنا سارع نتنياهو إلى طلب تدخل أمريكا المباشر في الحرب، وتم عقد اجتماع طارئ في البنتاجون فجر أمس بتوقيتنا لبحث طلب إسرائيل الملِح، وسط انقسام حاد في الأوساط السياسية الأمريكية حول مدى التورط الأمريكي في هذه الحرب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تجري الاتصالات المكثفة بين قادة المنطقة وغيرهم بشكل مستمر، سواء بين بعضهم البعض أو مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف تخفيف حدة التصعيد واحتواء الأزمة المتفاقمة التي دخلت مرحلة الحرب المفتوحة، بكل ما قد يترتب عليها من كوارث وخيمة إذا طال أمدها. لكن الأمر برمته سيتوقف على القرار الأمريكي الحاسم بشأن دعوة إسرائيل لمشاركتها في الحرب. فإذا تحلت أمريكا بالحكمة والتعقل، وغَلّبت المصالح المشتركة للجميع في المنطقة، فلن تتورط في هذه الحرب، وسوف تجبر إسرائيل على وقفها فوراً. أما إذا تم استدراجها إلى التدخل، فسوف ندخل مرحلة أسوأ بكثير من جميع المراحل المأساوية التي عاشتها المنطقة على مر التاريخ.